×

السارين غاز اعصاب سام

السارين غاز اعصاب سام

Spread the love

عندما يتحول « السارين » الذي اكتشفه عالمان في ألمانيا في عام 1938 كأقوى المبيدات الى أداة للقتل وسلاح كيمائي صنفته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كغاز محرم اسخدامه والاتجار فيه وكذلك تصنيعه، يدفع أولاً الأطفال الثمن. وعاد الحديث عن هذا الغاز السام بعد المجزرة التي شهدتها منطقة خان شيخون السورية حيث قُتل عشرات الاطفال والمدنيين جراء قصف جوي بغازات سامة، رجح المراقبون أن تكون من نوع « السارين ».

هو غاز سام سريع التأثير، يضرّ ويقتل. يتغلل في الجسم من اللمس أو البلع من طريق الأكل او الشرب، والتنشق بعد إطلاقه في الهواء. عن التعرض له والإصابة به أو تفاديه، وعلاجاته، تحدثنا مع رئيس قسم أمراض الجهاز التنفسي والعناية المركزة في مستشفى القديس جاورجيوس (الروم) الدكتور جورج جوفيليكيان الذي أوضح لـ « النهار » أن « غاز السارين هو غاز اعصاب يشبه بأثاره غازات اخرى مثل الـ »تابون » والـ « في أكس »، ويعمل على الجهاز العصبي وله تأثيرات على نظام « كولينورجيك » في الجسم، ويؤدي الى زيادة الافرازات من القصبة الهوائية، وتالياً زبد على الفم وسيلان من الأنف ومن العيون وغشاوة في البصر، ويؤدي الى صغر في حدقة العين وألم فيها، ويبطئ ضربات القلب، ويسبب التعرق الكثيف والتقيؤ والإسهال وارتجافات وتشنجات وتقلصات عضلية واختلاجات، ويؤدي الى مشاكل في المثانة. والعارض الاساسي هو التنفسي لأنه يؤثر في الجهاز التنفسي مما يؤدي الى سعال وضيق في التنفس أو الى الاختناق والموت اذا تعرض الشخص لكميات كبيرة، واحياناً قد يؤدي الى غيبوبة وفقدان الوعي. ومن الممكن أن تظهر هذه الاعراض كلها او بعضاً منها في دقائق او ساعات بحسب كمية تعرض الانسان الى الغاز والمدة والطريقة.

الوقاية تبدأ بخلع الملابس فوراً دون تمريرها على الرأس، ودون ان تلامس احد الاشخاص الاخرين ووضعها في اكثر من كيس بلاستيك محكم الاغلاق لأن السارين يبقى عليها لفترة طويلة. ولئن غاز الأعصاب « السارين » كثيف واثقل من الهواء يستحسن نقل المصاب الى اماكن مرتفعة نقية الهواء، واذا كان تعرض له في مكان مقفل عليه مغادرته فوراً والتوجه الى مكان نقي الهواء. ورش المصاب بالماء وبقاؤه فيه لفترة طويلة نحو ربع ساعة، أساسي لإزالة الآثار عن الجلد وعن العيون.

ومن المهم عدم التأخر في اعطاء العلاجات، ومنها دواء « أتروبين » الذي يؤخد من طريق الحقن، وهو لتخفيف المضاعفات خصوصاً على صعيد القلب اذ يخفف من الاعراض. أما على صعيد الافرازات فثمة علاجان آخران « براليدوكسيم » و »البنزوديازيبين » وهما لتخفيف الأعراض الأخرى خصوصاً التقلصات العضلية.

من يعاني صعوبة في التنفس لا بد من وضعه على جهاز تنفس اصطناعي ريثما يزول مفعول الغاز، وهذا متعلق بكمية التعرض للغاز إذ قد تزول الاعراض فوراً وقد تبقى اياماً.

ويؤثر تعرض الحوامل الى هذا الغاز الى الاعراض القلبية وانخفاض ضربات القلب، ونقص الاوكسيجين على الجنين، ومن الممكن ان يؤدي الى موت الجنين او تعرضه لتشوهات خلقية.

 المنطقة الملوثة بالغاز يجب أن تعالج من اختصاصيين في هذه الحالات وعدم الاقتراب منها لتفادي الاصابة من خلال اللمس، لأن السارين سائل او بخار لا لون له ولا رائحة ولا طعم وهذا جزء من خطورته، كما اوضح مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية والمنسق الوطني للحد من مخاطر أسلحة الدمار الشامل الدكتور بلال نصولي. وأشار إلى ان السارين عندما يتحول الى بخار يبقى لفترة قليلة وينقل عبر الهواء وتبقى فاعليته السامة عالية جداً لمئات الامتار فقط. وتم استخدا السارين في حروب عدة منها في سوريا، استُعمل 5 مرات بشكل موثق، ويشتبه في استعماله في الحرب العراقية – الايرانية، وكذلك بعدة محاولات ارهابية منها قطار الانفاق في طوكيو. واكد ان هذا الغاز، وهو مركب من الفوسفور والأوكسيجين والكبريت والآزوت، محظر استعماله دولياً وهو ضمن الجدول رقم واحد الملحق لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، التي وقعت عليها أغلبية الدول منها لبنان في العام 2008 وأبرمت في العام 2013 وكذلك وقعتها سوريا منذ نحو 3 سنوات، باستثناء كوريا الشمالية.

Laisser un commentaire

francais - anglais ..