×

المصمم الاسطورة : ميخائيل كلاشنيكوف

المصمم الاسطورة : ميخائيل كلاشنيكوف

Spread the love

احتفالاً بمئوية مصمّم أشهر بندقية في العالم ميخائيل كلاشنيكوف، أُقيم في العاصمة الروسية موسكو معرضٌ بعنوان « كلاشنيكوف – جندي – مصمّم – أسطورة »، حيث جال عشرات الأطفال من « جيش الشبيبة » الروسي ببزّاتهم ذات اللون البني الفاتح وقبّعاتهم الحمر، وتفرّجوا عبر واجهات زجاجية على النماذج الأولى من بندقية « أيه كاي-47 ». وتحتفل روسيا في الخريف الحالي بمئوية كلاشنيكوف، الجندي السوفييتي البسيط الذي حلم بأن يكون شاعراً قبل أن يصمّم بندقيته ذات المواصفات غير المسبوقة، إذ إنها خفيفة الوزن وسهلة الاستخدام لوقت طويل نسبياً. ولهذه المناسبة، أحضرت السلطات الروسية إلى « متحف النصر » في موسكو، المخصّص للحرب بين الاتحاد السوفييتي وألمانيا النازية، المجموعة المعروضة في متحف كلاشنيكوف في مدينة إيجيفسك، مسقط رأس الرجل ومقرّ المعمل الذي يحمل اسمه، على أن تنقلها لاحقاً إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014.والتقط أفراد « جيش الشبيبة »، الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2015، صورا « سيلفي » مع البندقية الشهيرة. ويقول ماكسيم الذي تعلّم في الأثناء تجميع البندقية « تؤلمنا أصابعنا في البداية، ولكن يصبح الأمر سهلاً للغاية فيما بعد ». ويرى نائب مدير متحف « إيجيفسك » ألكسندر أرماكوف أن الأسلحة « لا تصمّم للهجوم، ولكن للدفاع عن الوطن »، مؤكداً أن « وجود أيه كاي-47 في كل مكان، حتى بين أيادي الإرهابيين، ليس خطأ كلاشنيكوف، وإنّما خطأ السياسيين ».

ولادة « الكلاشنيكوف الأوتوماتيكي »

ولِد ميخائيل كلاشنيكوف عام 1919، ليكون المولود الـ17 بين 19 طفلاً لأسرة ريفية في جمهورية آلطاي الروسية، وتوفي عام 2013. بدأ خلال فترة تعافيه عقب إصابته بينما كان خلف مقود دبابة عام 1941، برسم وتصميم بندقيته متأثراً بالسلاح الألماني الذي كان يراه في الميدان. وعلى الرغم من إخفاقه في مسابقة للجيش، فرض « الكلاشنيكوف الأوتوماتيكي 1947 » نفسه وصار جزءاً من عتاد الجندي السوفييتي. وحتى اليوم، أُنتج أكثر من 100 مليون قطعة منه وتزوّد به نحو 50 جيشاً في العالم، ولا يزال أحد مكوّنات الشعار المرسوم على علم دولة موزامبيق. روّجت له الدعاية السوفييتية على أنه وسيلة للدفاع، لكن الاستخدامات الأولى لهذا السلاح أدرجت في إطار الأعمال القمعية، على غرار ما حصل في ألمانيا الشرقية عام 1953 وهنغاريا عام 1956، ولإسقاط المدنيين الذين يحاولون عبور الستار الحديدي، وفق رواية الصحافي ك. ج. تشيفرز في كتابه « البندقية ».  تشارك الاتحاد السوفييتي هذا النجاح مع « البلدان الشقيقة » في حلف « وارسو« ، إلا أن البندقية الأسطورة أفلتت منه، إذ أدّى انهيار الاتحاد إلى تعزيز انتشار هذا السلاح واتّساع استخدامه بين المدنيين. يُصنَّع سلاح « أيه كاي-47 » في مختلف أنحاء العالم، وصار مع الوقت مفضلاً في حرب العصابات والإرهابيين والديكتاتوريين، وحوادث إطلاق النار في المدارس الأميركية أيضاً. سهولة استعماله الشديدة، أوصلته إلى أيدي مجنّدين أطفال في مناطق عدة في العالم. كما أنّه يُستخدم في عمليات صيد غير مشروعة، وفي حراسة محميّات في أفريقيا.

انتشار واسع في الشرق الأوسط

اشتهرت هذه البندقية كثيراً في الشرق الأوسط، خصوصاً بين الفصائل الفلسطينية والميليشيات اللبنانية إبان حرب لبنان في الفترة الممتدة ما بين عامي 1975 و1990. ومثّلت صفقات السلاح التي أجرتها أنظمة عربية مع دول شرق أوروبا إحدى قنوات وصول بندقية الكلاشنيكوف إلى هذه المنطقة، حيث لا تزال إلى اليوم موجودةً بشكل كبير. وفي فرنسا، يعدّ « الكلش » سلاح تصفية الحسابات بين تجار المخدّرات في مرسيليا، وسلاح الاعتداءات التي شهدتها باريس. وغالباً ما تأتي هذه الأسلحة من المخازن السابقة للماريشال تيتو في يوغوسلافيا السابقة، وتُباع في أوروبا بأقل من ألف يورو. في أفغانستان، صوّر الصحافي ك. ج. تشيفرز أسلحة « أيه كاي-47 » المصنّعة في إيجيفسك عام 1953، التي لا يزال جنود أفغان يستخدمونها، لكنّ هذه البندقية رُفِعت في وجه مصنّعها خلال الحرب السوفييتية في أفغانستان، وكذلك في الشيشان. تروي ابنة مصمّم البندقية الشهيرة نيللي كلاشنيكوف، 77 سنة، أن « ما كان يفعله في المصنع وما اخترعه، كان محاطاً بالسريّة. لم نكن نعرف شيئاً. استمر ذلك حتى عام 1990 حين اكتشفنا أنه مصمم أسطوري ». بعد وفاته، كُرّم كلاشنيكوف بوسائل عدّة وأقيم له نصب في موسكو عام 2017 يُظهره حاملاً لبندقيته، التي حقّقت له شهرة واسعةً من دون مردود مادي، إذ كانت الملكية الفكرية جماعية في الاتحاد السوفييتي. وقبل وفاته بمدّة قصيرة، عبّر الرجل عن شعوره بالندم، وكتب إلى رأس الكنيسة الروسية « ألمي لا يُحتمل »، مضيفاً « إذا كانت بندقيتي سلبت حياة بشر… فهل أنا مسؤول؟ ». اليوم، بلغت البندقية جيلها الخامس، وتصنّع مجموعة « كلاشنيكوف »، التي دخل إليها مساهمون من القطاع الخاص عام 2014، 95% من الأسلحة الروسية الخفيفة وتصدّرها إلى 27 دولة. وعرضت المجموعة نماذج جديدة للبندقية وتمّ التركيز على التصدير على الرغم من العقوبات الأميركية على المؤسّسة

Laisser un commentaire

francais - anglais ..