×

عدم إقرار قانون انتخاب جريمة وعون لا يقبل أن يصاب عهده بالشلل الثلاثاء 04 نيسان 2017

عدم إقرار قانون انتخاب جريمة وعون لا يقبل أن يصاب عهده بالشلل الثلاثاء 04 نيسان 2017

Spread the love

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل انه ليس متفائلاً ولا متشائمًا بإمكانية إقرار قانون انتخابي جديد، مشيراً إلى أنّ كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان واضحاً في هذا السياق، معرباً عن اعتقاده بأنّ الخلاف هو حول تقسيمات قانون الانتخاب.
وضمن برنامج « آخر كلام » أداره الإعلامي عباس ضاهر، رأى أبو فاضل أنّ الأجوبة على اقتراح القانون الأخير الذي قدّمه رئيس التيار الوطني الحر أتت سلبية خصوصاً من تحالف حزب الله وحركة أمل، موضحاً أنّ هذا التحالف يعارض كل شيء لا يحفظ حقوق الحلفاء ويحقق المساواة، رغم أنّ القانون الذي طرحه باسيل يريح حزب الله وحركة أمل.
وشدّد أبو فاضل على أنّه لا يمكن أن يوافق أحد على قانون انتخاب يقصيه أو يقصي حلفاءه، مشيراً انطلاقاً من ذلك إلى أنّ قانون الانتخاب يجب أن يرضي الجميع، ولكنّه رفض أن يؤدي إلى استنساخ المجلس النيابي الحالي، لأنه عندها لا يصبح هناك ضرورة للانتخابات، مجدّداً القول أنّ الخلاص هو باعتماد النسبية في قانون الانتخاب.

هل تقع الحرب؟
وحذر أبو فاضل من احتمال وقوع حرب أهلية في البلد إذا وصلنا إلى المثالثة، وشدّد على أنّه ضدّ الذهاب نحو مؤتمر تأسيسي أياً كان من يدعو إليه، وأشار إلى أنّ السلطة السياسية التي حكمت البلد منذ الطائف حتى اليوم تتحمّل مسؤوليّة الواقع الذي وصلت إليه البلاد وما يمكن أن تذهب إليه في المرحلة المقبلة.
ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل انّ البلد ليس فيه رأس واحد وليس فيه مرجعية واحدة، مشيراً إلى أنّنا إذا دخلنا في الفراغ، فهذا يعني ضرب السلطة التشريعية، والمعروف أنّ السلطة التنفيذية في لبنان تحكم بثقة المجلس النيابي، ما يؤدي إذاً إلى خلل دستوري وقانوني حتى في ما يتعلق بالحكومة.
وانتقد أبو فاضل واقع الفساد الذي تعرفه البلاد، مشيراً على سبيل المثال إلى ما كشفه وزير المال علي حسن خليل مؤخراً عن هدر يحصل في مرفأ بيروت، وهذا نموذج واحد عن الهدر الحاصل في العديد من المرافق الحيوية. وفيما لفت إلى أنّ السلطة تراجعت عن سلسلة الرتب والرواتب تحت ضغط الشارع، أثار قضية رواتب العسكريين المتقاعدين الذين ضحّوا في سبيل لبنان، مطالباً بالالتفات جيّداً إلى هؤلاء وإعطائهم كامل حقوقهم.

إردوغان ليس قديساً
وأكد أبو فاضل أنّ لبنان ليس بلداً طائفياً، ورفض الحملة التي شُنّت على وزير السياحة آواديس كيدانيان على خلفية تصريحاته الأخيرة، خصوصًا أنّه أوضحها بمودّة واحترام، مشدّداً على أنّ الأرمن جزء لا يتجزّأ من لبنان، ومن حقهم أن يكون لهم موقف من تركيا تماماً كما أنّ للطائفة الشيعية مثلاً موقف من ليبيا المتهمة بخطف الإمام السيد موسى الصدر، لافتاً إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في المقابل ليس قدّيساً.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الخطورة في المقابل هي المقاطعة التي تقوم بها شريحة من اللبنانيين للحكومة السورية، مستهجناً في هذا السياق أن يكون وزير الدولة لشؤون النازحين السوريين معين المرعبي يرفض أيّ نوعٍ من التواصل مع السوريين، في حين أن صلب مهمّته تتطلب مثل هذا التنسيق، مشيراً إلى أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري أيضاً يرفض التنسيق مع الحكومة الحالية في سوريا.

عون لا يقبل بالشلل
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يقبل أن يصاب عهده بالشلل أو يصاب بالتلاشي، وهو ما يحصل إذا لم يتمّ إقرار قانون انتخاب، مشيراً إلى أنّ الرئيس عون يعرف هذا الأمر وهو يسعى له، لافتاً إلى أنّ الوزير جبران باسيل ناشط جداً في موضوع قانون الانتخاب، في حين يكتفي باقي الأفرقاء بما يصدر عنه.
ورأى أبو فاضل أننا في انتظارية معيّنة من الآن وحتى 15 نيسان، معرباً عن اعتقاده بأنّه في حال لم يحصل الحلّ في هذا الوقت سوف يأخذ رئيس المجلس النيابي نبيه بري زمام المبادرة، ليخرج بمخرج معيّن، وقال: « نحن متّجهون إما نحو الانفجار أو الارتياح، ولا حلّ وسط »، وأضاف: « إذا لم يكن هناك قانون انتخاب، فهذا يعني أننا متجهون نحو تمديد للمجلس، لأنّ الفراغ ممنوع، ومعظم القوى السياسية ترفض ذلك ».
وشدّد أبو فاضل على أنّ التمديد سيحصل في كلّ الحالات، سواء كان تقنياً أم غير تقني، لكنّ السؤال هو الظروف التي سيقرّ فيها التمديد، وما إذا كان سيؤدّي إلى مشكل في البلد.

السوري أرحم على جنبلاط؟!
ورأى أبو فاضل أنّه إذا بقي الإصرار على النسبية إلى حدّ ما، فهذا أمر إيجابي يؤدي على الأقل إلى دخول باب النسبية، ونفى رداً على سؤال أن يكون رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أعلن موافقته على النسبية، مشيراً إلى أنّ التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط لا يسيرون بالنسبية كما يطالب بها تحالف حزب الله وحركة أمل.
ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ تحالف التيار والقوات يحصل على أصوات أكثر في حال لم يكن قانون الانتخاب قائماً على النسبية، مشيراً إلى أنّ جنبلاط كذلك الأمر يرفض النسبية كما هو معروف، وهو الوحيد الذي يجاهر برفضه للنسبية، في حين أنّ الآخرين يتلطّون وراءه ويتذرّعون به لتبرير رفضهم للنسبية.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ النائب جنبلاط يقول في مجالسه الخاصة أنّ السوري كان أرحم من بعض اللبنانيين عليه، انطلاقاً من البحث الجاري في قانون الانتخاب.

مبارزة نيابية مرتقبة
من جهة ثانية، لفت أبو فاضل إلى أنّ مجلس القضاء الأعلى ومجلس شورى الدولة يحتاجان لمن يعينهما ولا يمكنهما فرض قانون انتخاب، وأشار إلى أنّ مهمّة إقرار قانون الانتخاب موضوعة على عاتق السلطة التنفيذية والتشريعية، منبّهاً إلى أنّ فرض قانون انتخاب دون اتفاق من شأنه أن يفجّر مجلس النواب ومجلس الوزراء.
واعتبر أبو فاضل أنّ المطلوب الاتفاق بين السياسيين، وهم المسؤولون عن كلّ شيء في البلد، مشدّداً على أنّ الاستقرار يبقى الأساس، ورأى أبو فاضل أنّ جلسة المناقشة العامة للحكومة التي ستعقد يوم الخميس المقبل ستشهد رفعاً للأسقف، وستكون بمثابة مباراة في المواقف، خصوصاً أنّها ستكون منقولة على الهواء مباشرةً، وقال: « ربما يبدأ الكلام القاسي من الرئيس نبيه بري لأنّه يمهّد لشيءٍ سيقوم به في 15 نيسان ».

غالب ومغلوب
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الرئيس نبيه بري لن يحيل مشاريع القوانين الانتخابية على مجلس النواب للتصويت إذا لم يكن هناك اتفاق، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يوصل إلى مكان يكون فيه غالب ومغلوب، وهذا الأمر ينطوي على خطورة معيّنة.
ورأى أبو فاضل أنّ بري لن يطرح قانون انتخاب يفجّر مجلس النواب، لأنّ الأمر سينعكس في الخارج على الأرض، خصوصاً في ضوء التظاهرات التي يمكن أن تحصل في مواكبة لأيّ جلسة لمجلس النواب سواء من بعض الأحزاب السياسية أو من منظمات المجتمع المدني.

السيف لم يسبق العذل؟
وفي موضوع النازحين السوريين، قال أبو فاضل أنّه يخشى أن لا يكون السيف سبق العذل، وجدّد انتقاد سياسة النأي بالنفس التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه على صعيد هذه القضية، واصفاً إياها بأنّها سياسة « اللعي بالنفس »، كما تبيّن من الوقائع والمعطيات.
ورأى أبو فاضل أننا اليوم أمام معضلة كبيرة، كبرمت وتورّمت ولم نبدأ بعلاجها، وشدّد على وجوب أن يكون هناك مساعدات مالية سريعة للبنان، لأنّ الخزينة لم تعد تحمل، وقال: « نحن أمام معضلة كبيرة، إن شاء الله تنجح فيها الحكومة، وأنا عند قولي أنّ هذه الحكومة إذا نجحت في إقرار قانون انتخاب يمكن أن تنجح في كلّ شيء ».
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الدولة تنازلت عن كل شيء في موضوع النأي بالنفس، وهي تنازلت عن دورها بالمطلق، مذكّراً بما حصل في قضية أحمد الأسير على سبيل المثال، وانتقد السلطات والوزارات التي لم تنفذ القانون إلا على الشرفاء في البلد.

حصان رابح
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ النائب أنطوان زهرا كان حصاناً رابحاً للقوات اللبنانية، ولكنّه انسحب من الانتخابات على مضض كونه غير راضٍ عن التفاهم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ولا يريد خوض المعركة في البترون جنباً إلى جنب الوزير جبران باسيل.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اضطر لترشيح شخص في البترون باكراً حتى يتعرف الناس على البديل عن زهرا، منعاً لترك الساحة للوزير جبران باسيل وللنائب بطرس حرب، وقد حرص على أن يكون المرشح الدكتور فادي سعد من جران.

جو التيار يريد روكز
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ جو التيار يريد العميد شامل روكز في كسروان، مشيراً إلى أنّ الوزير جبران باسيل سوف يتبنى هذا الترشيح ويسير به، لافتاً إلى أنّ العائلات تأخذ نفساً قوياً في كسروان، مسمّياً في هذا السياق كلاً من منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن وغيرهما من الأسماء التي بدأت تظهر على الساحة.
ورداً على سؤال، تحدّث أبو فاضل عن معركة محتملة في المتن أيضاً، مشيراً إلى أنّ مواجهة يمكن أن تحصل بين الثنائية المسيحية والنائب ميشال المر، لافتاً إلى أنّ التحالف بين الأخير والثنائية المسيحية غير محسوم، داعياً للامعان في ما يريده المرّ في بعبدا على سبيل المثال.
وخلص أبو فاضل إلى أنّ المعركة الأشرس هي في المناطق المسيحية، من المتن إلى بعبدا وزحلة وغيرها، وقال: « إذا لم تقر السلطة قانون الانتخاب، ترتكب جريمة بحق البلد، وسلسلة الرتب والرواتب لا يجب أن تمر دون إنصاف جميع الناس بمن فيهم الأساتذة والعسكريين »، وأكد أنه يريد السلسلة ولا ينعاها، ولكن المطلوب هو إنصاف الجميع.

Laisser un commentaire

francais - anglais ..