×

واشنطن وموسكو يتصارعان على النفوذ في سوريا

واشنطن وموسكو يتصارعان على النفوذ في سوريا

Spread the love

سيطرت القوات الحكومية السورية على مدينة السخنة الاستراتيجية بالكامل، فيما يتواصل القتال لتحرير الرقة ودير الزور. وفي هذه الأثناء تنشر أنقرة قواتها على طول الحدود مع سوريا، وتستعد لاقتحام حدود جارتها الجنوبية من جديد. كما تستعد تشكيلات « روجا آفا » (في كردستان السورية) للمواجهة العسكرية مع الجيش التركي. بينما تبدي طهران قلقها الشديد بسبب تكثيف الاستخبارات الأمريكية نشاطها في المناطق الحدودية لكردستان الإيرانية. فيما يشير خبراء غربيون إلى أن المواجهة العسكرية بين روسيا والولايات المتحدة تصبح أكثر احتمالا. وكانت صحيفة « الغارديان » البريطانية قد نشرت مقالا يتضمن توقعات خبراء بالغة التشاؤم بأن « الصراع على النفوذ في سوريا بين واشنطن وموسكو بعد انتهاء الحرب في هذه البلد، يزيد من خطر وقوع مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة، والتي يمكن أن تبدأ نتيجة لحادث طارئ… وفي مثل وضع كهذا، يصبح احتمال الصدام المباشر بينهما – مسألة وقت ليس إلا ».  فواشنطن لا تنوي مغادرة سوريا قبل الحصول على مبتغاها، وإلا فسيتعرض نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط للخطر، وهذا ما لن تسمح به الولايات المتحدة كنهاية لهذا الصراع الذي يستمر لعدة سنوات في سوريا.   وبعد أن أصيب البنتاغون ووكالات الاستخبارات الاميركية بخيبة أمل من المعارضة العربية المعتدلة، وضع كلاهما الآن الرهان على الكرد كقوة قادرة على التصرف بنشاط وحزم ولقد أصبح الكرد، الذين يكافحون من أجل حق تقرير المصير، بالنسبة إلى الولايات المتحدة أداة مثالية لتنفيذ المخططات الأمريكية في الشرق الأوسط. وقد أعلن قائد حرس الحدود الإيرانية العميد قاسم رضائي عن تفعيل نشاط الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون في الشمال–الغربي من إيران، وقال إنه « تم العثور على 30 من الخيول والبغال المحملة بشحنات من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة ». والاضطراب يسود المنطقة الحدودية، ويزداد تسلل المسلحين من تركيا من حزب « الحياة الحرة لكردستان ». ويعتقد الجنرال الإيراني أن منظمة هذه العمليات هي الاستخبارات الأمريكية، من دون أن يرفع المسؤولية عن الجانب التركي الذي « لا يتخذ إجراءات للحد من تسلل المتمردين الكرد إلى الأراضي الإيرانية ». وتتهم طهران أيضا أذربيجان بتقديم المساعدة للمتمردين الذي يخرقون الحدود الإيرانية. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدوره غير مبتهج لما يحدث، ولا سيما أن مخططاته لم تتضمن قيام دولة كردية مستقلة في جوار العاصمة أنقرة، حيث قال: « نحن عازمون بواسطة عملية « درع الفرات » على غرز الخنجر في قلب الإرهاب في سوريا وتوسيع حيز تطبيق عملية « درع الفرات ». وفي الوقت القريب سوف نتخذ خطوات جديدة في هذا الاتجاه ». هذا، ويبدو بوضوح أن تضارب المصالح الذي يصعب إيجاد حل له قد طفا على سطح العلاقات التركية-الأميركية، كما يبدو انه ألا نية لدى واشنطن للتلاقي مع حليفها في الناتو. وفي المقابل، تخطط أنقره لحل المسألة الكردية عبر استخدام أسلوب القوة العسكرية القاسي؛ ما يعني أننا أمام موجة جديدة من الحرب

Laisser un commentaire

francais - anglais ..