التجربة السياسية
ارتبط كارلوس بالحركات الشيوعية، حيث انضم عام 1964 إلى الشباب الشيوعي الفنزويلي، وخلال ذهابه إلى العاصمة الروسية موسكو بغرض الدراسة، التقى كارلوس بممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش الذي دعاه إلى المشاركة في تدريبات عسكرية في الاردن وفي عام 1971 قام حبش بتكليفه بمسؤوليات إضافية في الجبهة الشعبية ليصبح كارلوس « ثوريا محترفا في خدمة حرب تحرير فلسطين »، كما وصف نفسه حينذاك، قبل أن يستقيل من الجبهة عام 1967. أفلت كارلوس سنوات من الاعتقال بعد اتهامه بارتكاب اعتداءات في لندن وباريس بينها قتل شرطييْن فرنسيين بين عامي 1973 و1975. وكانت أبرز العمليات التي نفذها مع خمسة من رفاقه احتجازه أحد عشر من وزراء نفط منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك ) عام 1975 بالعاصمة النمساوية فيينا. كما نُسبت إلى كارلوس أيضا اعتداءات في فرنسا مطلع ثمانينيات القرن العشرين. وتوجه عام 1983 إلى العاصمة السورية دمشق، ولحقت به هناك زوجته ماغدالينا كوب بعد قضائها بضع سنوات في السجن بفرنسا، ثم انتقل عام 1993 إلى السودان، وتزوج أردنية. ويشتبه في أن له صلة بقتل رياضيين إسرائيليين احتجزوا عام 1972 في مدينة ميونيخ خلال الألعاب الأولمبية.

الاعتقال والسجن
شكل سفر كارلوس إلى السودان منعرجا في حياته، فقد اعتقله في العام التالي جهاز مكافحة التجسس الفرنسي بعد سنين من التخفي، ونقل إلى فرنسا ليُحكم عليه عام 1997 بالسجن المؤبد بعد إدانته بالضلوع في قتل شرطييْن فرنسيين. وحول قصة دخوله إلى السودان، يقول كارلوس في حوار عبر الهاتف مع الجزيرة نت في يناير/كانون الثاني 2015 إنه وصل هذا البلد عام 1993 بجواز سفر دبلوماسي ألماني بعد أن مارست الولايات المتجدة ضغوطا على الأردن لتسليمه، مشيرا إلى أنه حاول قتل الملك حسين بن طلال ثلاث مرات، مرة في باريس والثانية في النمساوالأخيرة في قصره الملكي بعمّان. ونفى كارلوس في الحوار المذكور قيامه بعمليات اغتيال لصالح أي حكومة، وقال « كل من قتلتهم كانوا مرتزقة، أنا أقتل من هم أعداء التحرير أينما كانوا ». ووصف كارلوس عمليه القبض عليه وتسليمه بـ »الغدر »، قائلا إنه تم إحضاره للمطار بواسطة فريق من الأمن السوداني برئاسة رائد يرأس شعبة الأمن الداخلي المسماة « الصقر الأسود »، مشيرا إلى أن الحزن كان ظاهرا على هذا الضابط الذي اعتذر له قائلا « إنها أوامر عليا »، بينما كان أفراد الأمن يبكون. وتابع كارلوس « لقد تم بيعي مقابل ملايين الدولارات ». في ديسمبر/كانون الأول 2011 أدانت المحكمة الابتدائية كارلوس بقتل عنصري شرطة فرنسيين ومخبر لبناني عام 1975، وقضت عليه بالسجن مدى الحياة مرة أخرى. وأيدت محكمة فرنسية عليا في يونيو/حزيران 2013 الحكم الابتدائي بعد إدانته بارتكاب أربعة اعتداءات في فرنسا. وكان كارلوس وصف نفسه بأنه « ثوري محترف » في اليوم الأول من محاكمته بباريس، نافيا ضلوعه في تفجيرات وقعت بين 1982 و1983 في فرنسا وقتل فيها 11 شخصا. وكرر مرات عدة أن « لا شيء يربطه بالاعتداءات الأربعة في فرنسا ». اعتنق كارلوس الإسلام عام 2001 وهو في سجنه، وتزوج محامية فرنسية في فريق الدفاع عنه اسمها إيزابيل.

المؤلفات
أصدر كارلوس من سجنه بفرنسا عام 2003 كتابا بعنوان « الإسلام الثوري » دافع فيه عن اللجوءإلى العنف في ظروف معينة، وأظهر دعمه لزعيم تنظيم القاعدة حينها اسامة بن لادن