×

خريطة انتشار القوات الأميركية في الخليج العربي

خريطة انتشار القوات الأميركية في الخليج العربي

Spread the love

منذ حرب الخليج في العام 1991، عزّزت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط والخليج العربي، بغية حماية مصالحها في هذه المنطقة البالغة الأهمية، بشكل أصبح معه وجودها العسكري فيها من الأضخم في العالم. وإثر ارتفاع منسوب التوتر أخيراً بين واشنطن وطهران، وتهديد الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، أرسلت أميركا سلسلة تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة، شملت قاذفات « بي 52 » وحاملة الطائرات « ابراهام لينكولن »، التي تشكّل الحاملة الأساسية ضمن المجموعة القتالية 12، التي تتضمّن طاقم عمل وسرب سفن مدمِرة وسفينة للصواريخ الموجَهة وطائرات وسفن أخرى. ووصلت هذه التعزيزات إلى القيادة المركزية الأميركية، المسؤولة عن إدارة العمليات والنشاطات العسكرية مع حلفاء واشنطن في المناطق الداخلة ضمن مجال مسؤوليتها، بهدف تعزيز أمن المنطقة واستقرارها حفاظاً على المصالح الأميركية فيها. ويشمل مجال مسؤولية القيادة المركزية 20 دولة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والجنوبية، إضافة إلى مصر والممرّات المائية الاستراتيجية المحيطة بهذه الدول، وأبرزها مضيق هرمز ومضيق باب المندب وقناة السويس. وفيما لا تخصّص للقيادة المركزية وحدات عسكرية دائمة، حالها حال جميع القيادات القتالية الأميركية، إلا أنها مقر قيادة يعمل مع قواعد وبعثات تابعة للجيش الأميركي والوحدة الأميركية للعمليات الخاصة المشتركة، المنتشرة في دول خليجية وشرق أوسطية عدة، وفي ما يلي أبرزها. تستقبل الكويت أكبر تجمّع عسكري أميركي في الخليج، يبلغ عديده نحو 15 ألف شخص، متمركزين في معسكر الدوحة غرب العاصمة الكويتية ومعسكر عريفجان، الذي يضمّ قاعدة لمشاة الفرقة الثالثة الأميركية، ومعسكر بيوري وقاعدتَي أحمد الجابر وعلي السالم الجويتين. ويتخذ الجناح الجوي الأميركي الـ386 من قاعدة علي السالم مركزاً له. وتشمل التجهيزات العسكرية في هذه القواعد، 2200 آلية عسكرية مقاومة للألغام، وطائرات شحن عسكرية من طراز « C-17″، مخصصة لعمليات نقل تكتيكية واستراتيجية للعسكريين والعتاد، وطائرات « C-130 » القادرة على الإقلاع والهبوط على مدرجات غير مجهزة. وتحتضن البحرين مقرّ الأسطول البحري الأميركي الخامس، شرق العاصمة المنامة، ومهمته الحفاظ على سلامة البحار والممرات المائية في الخليج العربي، حيث مضيقي هرمز وباب المندب وقناة سويس، التي تمر عبرها نسبة كبيرة من إمدادات النفط إلى العالم، ما يجعل مهمة ذلك الأسطول بالغة الأهمية. ويستفيد الأسطول الخامس من قربه من مرفأ خليفة بن سلمان، القادر على استقبال حاملات الطائرات الأميركية. كذلك تتمركز القوات الأميركية، البالغ عددها نحو 7000 شخص في البحرين، في قاعدة شيخ عيسى الجوية، التي تحتضن طائرات قتالية من طراز « F-16 » و »F/A-18″، وطائرات مراقبة بحرية مضادة للغواصات من نوع « P-3 ». إلى ذلك، أسّست الولايات المتحدة في قاعدة « العديد » في قطر أكبر قاعدة جوية لها خارج الأراضي الأميركية، وهي بذلك إحدى أهم القواعد العسكرية في الخليج. تضمّ مقرّ كلّ من القيادة المركزية الأميركية والقيادة المركزية للقوات الجوية والقيادة المركزية للعمليات الخاصة والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح الـ379 لبعثات المشاة الجوية، وتضم نحو 10 آلاف جندي. في قاعدة « العديد » أكثر من 120 طائرة وقاذفة من أنواع مختلفة، من بينها قاذفات « B-1 » الاستراتيجية، وقاذفة « B-52 » بعيدة المدى، القادرة على نقل صواريخ نووية وذخائر تقليدية دقيقة التوجيه وتنفيذ هجمات استراتيجية وتأمين دعم جوي قريب وحظر جوي وتنفيذ عمليات هجومية مضادة جوياً وبحرياً، إضافة إلى طائرات تموين بالوقود ومخازن أسلحة وذخيرة.   وبينما تضمّ قاعدة « العديد » أطول مدرج للطائرات في الخليج، يبلغ طوله خمسة كيلومترات، تقع قاعدة السيلية جنوب الدوحة في قطر، وتحتوي على مستودعات للمعدات العسكرية الأميركية. في الإمارات العربية المتحدة أيضاً قوات أميركية، أهمها في قاعدة الظفرة في أبو ظبي، حيث يتمركز الجناح الجوي الأميركي الـ380، الذي يضمّ طائرات بالغة الأهمية، كمقاتلة « F-22 Raptor » التكتيكية، وهي مقاتلة مصمّمة للسيطرة على المجال الجوي للعدو عبر التحليق خارج نطاق رصده والتشويش على أجهزة الرادار، كما أنها قادرة على إطلاق صواريخ عالية الكفاءة وتنفيذ عمليات تجسّس، ومقاتلات من طراز « F-35 » المنفذة لهجمات أرضية وعمليات جوية. في قاعدة الظفرة أيضاً طائرات استطلاع من طراز « RQ-4 Global Hawk »، تحلّق على علو مرتفع ولوقت طويل نسبياً، وطائرات « E-3 Sentry » للإنذار المبكر والتحكم والسيطرة والقيادة الجوية، وطائرات المراقبة الجوية من طراز « U-2″ والملقبة بـ »دراغون لايدي » (Dragon Lady)، القادرة على التحليق على علو مرتفع جداً خلال الليل والنهار، إضافة إلى طائرات « KC-10 » المخصّصة لعمليات تموين الطائرات بالوقود جواً، وأنظمة « باتريوت » الدفاعية الجوية الصاروخية، وهي أنظمة متقدمة للصواريخ الجوية الاعتراضية وأنظمة رادار ذات كفاءة عالية. ويبلغ عدد العسكريين الأميركيين في الإمارات نحو 5 آلاف جندي، معظمهم في الظفرة، بينما يتمركز عناصر من قوات مشاة البحرية الأميركية في ميناء جبل علي أمّا في سلطنة عمان، فأبرمت الولايات المتحدة في مارس (آذار) الماضي اتفاقية أمنية مع الحكومة في مسقط، سمحت لواشنطن باستخدام المرافق والموانئ في مدينتي الدقم وصلالة، المطلتين على الخليج العربي، ممّا عزّز الوجود الأميركي في المنطقة، خصوصاً قرب مضيق هرمز. كذلك تسمح عمان لواشنطن باستخدام مطاراتها، التي نفّذ عبرها الأميركيون طلعات جوية عدة.      وفي العراق يوجد نحو 5 آلاف جندي أميركي في قاعدة عين الأسد الجوية، كذلك في الأردن يتواجد الأميركيون في قاعدة موفق السلطي الجوية. وفيما لا تحتفظ واشنطن بوجود عسكري في مصر، إلا أنّها اتخذت من القاهرة مركزاً للوحدة الثالثة للبحوث الطبية البحرية، وهو أكبر مختبر لوزارة الدفاع خارج الولايات المتحدة.

Laisser un commentaire

francais - anglais ..