×

هل تتحول صفقة القرن الى صفعة للمشاريع الاميركية في الشرق الاوسط؟

هل تتحول صفقة القرن الى صفعة للمشاريع الاميركية في الشرق الاوسط؟

Spread the love

 رشا د العلي – خاص الفجر –   يتأهب  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعلان خطته للتسوية في الشرق الأوسط، التي عرفت بـ « صفقة القرن »، وتساءل الكثيرون عن سر توقيت هذا الإعلان. وأعربت اغلب الاحزاب الفلسطينية عن رفضها واستنكارها للصفقة، ومنهم من قال إنها « محكوم عليها بالفشل ». وقال آخرون إن الصفقة تُشكل « قتلا لحل الدولتين » الذي توافق عليه المجتمع الدولي. وتقول مصادر صهيونية إن الإعلان عن خطة ترامب للسلام سيكون  بعد لقاء ترامب مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة بيني غانتس كل على حدة. فالذي دعا الأمريكيين للتعجيل « بطبخة الصفقة »،  يتعلّق على الأغلب « بأن ترامب ونتنياهو يواجهان اتهامات كبيرة، فالأول بدأت محاكمته  في مجلس الشيوخ بتهمة إساءة استخدام السلطة الرئاسية وعرقلة عمل الكونغرس، والثاني متهم في ثلاث قضايا فساد وسيجري الكنيست مداولات حول حصانته من هذه التهم من عدمها ».  إن ترامب نفسه « في حاجة إلى الإعلان عن الصفقة، مع علمه بوجود عقبات قوية أمامها، ولكنه في وضع داخلي سيئ ويريد من خلالها مواجهة هذا الوضع السيئ، الذي قد يسفر عن محاكمته وإدانته، أو على الأقل قطع الطريق عليه للعودة في الانتخابات القادمة ». من جهة أخرى إن نتنياهو نفسه في حاجة ماسة للإعلان عنها، لذا يمكن القول إنه هو المحرك الرئيس في اختيار توقيت الإعلان عن الصفقة، فنتنياهو يريد أن يستخدمها ورقة في الانتخابات تساعده على الفوز وتمنع محاكمته ». فهذا توقيت جيد لترامب ونتنياهو على المستوى الشخصي والسياسي أيضا، وهو توقيت يأتي بعد الاحتفالية الكبرى بالمحرقة، ويأتي في ظل ضعف فلسطيني، وتفهّم سعودي جيد للعلاقة مع إسرائيل وأمريكا،وايضا في منطقة الخليج ومصر والأردن ». اماالإيحاء الأوّلي لكيفية ومكان وتوقيت الإعلان يشير إلى أن الصفقة ستولد في حضن واضعيها، وأن نقطة انطلاقها ستكون من أرضية تفاهم إسرائيلي-إسرائيلي أولا، ثم إسرائيلي-أمريكي ثانيا، لتُحمل بعد ذلك بواسطة طرف ثالث أو حتى بواسطة الإعلام للفلسطينيين، الذين ليس مطلوبا منهم إبداء الرأي أو اقتراح تعديلات بل الموافقة، وفي حال الرفض وهو قائم على أي حال فهنالك عقوبات ». كما إن الصفقة تم وضعها « بمعزل عن المجتمع الدولي وعن مبادئ الأمم المتحدة وقراراتها ذات العلاقة، وهي بذلك تفتح صفحة جديدة في سِجلّ تمرد سياسات الدول الكبرى على المواثيق الدولية، وخروجها السافر على هذه المواثيق. وهو ما يشكل بيئة مواتية للفوضى غير الخلاقة، وأرضية مناسبة لازدهار التطرف بمختلف منوعاته ابتداء من التطرف الصهيوني ». مع العلم ان مشروع ترامب للسلام « لا يتمتع بأية مصداقية سياسية ولن يدوم، لأنه أحادي الجانب ويُسقط الثوابت التاريخية والوجودية والجغرافية للفلسطينيين الذين سئموا من انتظار الإنصاف الدولي، حتى هذه الخطة المدبرة جاءت لخدمة الاحتلال ومشروعه الاستيطاني الواسع ». و هذا المشروع « محكوم عليه بالفشل، بالنظر إلى الرفض الدولي المتوقع، واستنكار جانب كبير من الأمريكيين، ومنهم الديمقراطيون، الذين يعتبرون صنيعة ترامب ستهدد المصالح الأمريكية على المدى البعيد ». وإذا لم يقبل الفلسطينيون التفاوض، فليس أمام ترامب ونتنياهو غير القوة لفرض صفقة القرن وتصفية الوجود الفلسطيني تصفية شاملة، وعندها فليتفرج العالم وقد بات من الضروري والمطلوب أن يتطور فعل المقاومة الشعبية الفلسطينية للاحتلال، وأن يتحول إلى فعل جماهيري واسع النطاق، رافضا لكل أشكال إجراءات وسياسات الضمّ والمصادرة والجدار والاستيطان ..، كي يدرك المحتل ومعه العالم أجمع، أن صفقة القرن المؤامرة لن تمر، وأن الإملاءات الأمريكية لن يرضخ لها الشعب الفلسطيني، ومعه الأمة العربية والإسلامية ». فالخطة تُشكّل « قتلا لحل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة وكيان الاحتلال. وهي تندرج في إطار دعم أمريكي لنتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، كما أن ترامب سوف يوظفها في حملته الانتخابية المقبلة لكسب الأصوات اليهودية« . ولهذا لابد من أن تتخذ الدول العربية موقفا موحدا سواء بالإجماع أو بالأغلبية لمواجهة هذه الخطة التي من الواضح أنها لن تلبي الأماني والحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس وفي إطار القرارات الأممية ومبادرة السلام العربية كحد أدنى  أن الصفقة « تنسف عملياً وكلياً قرارات ومرجعيات الأمم المتحدة التي يفترض أن تكون مرجعية أي عملية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولذلك فإن ما سيأتي بعد ذلك لا ينطوي على إمكانية تحقيق سلام مقبول من الفلسطينيين، ويؤدي إلى إنهاء الصراع كهدف لكل الساعين لتحقيق السلام

Laisser un commentaire

francais - anglais ..