×

منافسة حادة بين تطبيقي انستغرام وتيك توك

منافسة حادة بين تطبيقي انستغرام وتيك توك

Spread the love

تطبيقات التواصل الاجتماعي أصبحت في السنوات الأخيرة من أكثر الأدوات استخداما على الإنترنت، والأكثر تأثيرا على المجتمعات والأفراد وهذا الشيء لا يمكن إنكاره، وفي هذا الإطار، يتمحور حديث الكثيرين حول تطبيقي “إنستجرام” و”تيك توك”، اللذان يشتهران بأنهما منصات اجتماعية شديدة الشعبية وتُستخدمان بشكل واسع في جميع أنحاء العالم.  “إنستجرام” تأسست في عام 2010 كتطبيق لمشاركة الصور، في حين أن “تيك توك” تأسست في عام 2016 كتطبيق للفيديو، وبعد سنوات قليلة، أصبحت الاثنتان منصات اجتماعية رائدة في عالم التواصل الاجتماعي، وتستخدمان بشكل واسع من قبل المستخدمين الذين يرغبون في مشاركة الصور والفيديوهات والاتصال بالآخرين. مع ذلك، يثار الآن العديد من الأسئلة حول اختلاف “إنستجرام” عن “تيك توك”، سواء من حيث ديمغرافية مستخدميهم، أو نوع المحتوى وجودته، وأي من التطبيقات تساعد على التسويق بشكل أوسع، وكيف يمكن للمستخدمين العاديين الاستفادة من هذا النوع من التسويق.

يتم استخدام منصة “تيك توك” بشكل رئيسي لأغراض الترفيه، حيث يمكن للمستخدمين مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة عشوائية، مع بعض البرامج التعليمية القصيرة، وبالمقابل، تعد منصة “إنستجرام” المفضلة للمستخدمين للتواصل مع أصدقائهم ومتابعة المؤثرين والعلامات التجارية المفضلة لديهم والكثير من القنوات التعليمية. منصة “تيك توك” تتميز بتفاعل المستخدمين وتعاونهم فيما بينهم، حيث يمكن للأشخاص إنشاء ثنائيات مع بعضهم البعض والمشاركة في الاتجاهات والتحديات التي اشتهرت بها المنصة، ولكن بعض هذه التحديات لاقت استهجانا كبيرا من قبل الآباء حول العالم بسبب مخاطرها، ومنها على سبيل المثال، تحدي الإغماء، “تيك توك” يميل بشكل كبير نحو محتوى الفيديو القصير، وغالبا ما يتجه نحو الكوميديا، حيث إن مقاطع الفيديو فيه أقصر وأقل صقلا من منشورات “إنستجرام”، بالإضافة إلى أن “تيك توك”، يعتمد معظم مستخدميه على منشئيهم المفضلين للمحتوى، لأنه لا يشعر العديد من المستخدمين بالراحة في النشر هناك كما يفعلون على “إنستجرام”. أما بالنسبة لتطبيق “إنستجرام”، فقد نمت شعبية فيديوهات الريلز والقصص، مما يسمح للمستخدمين بنشر تحديثات غير رسمية أكثر تلقائية، ومع ذلك، فإن المنصة لا تزال مكانا للمحتوى المنسّق بشكل جيد وعالي الجودة، ويظل التركيز الرئيسي لـ “إنستجرام” هو نشر الصور الجميلة والمصقولة. على منصة “إنستجرام”، يشعر الناس براحة أكبر في النشر، حيث أصبح من القاعدة الاجتماعية تحديث أصدقائك بكل ما يحدث في حياتك من خلال منشورات التغذية وقصص. أقصى استفادة للتسويق قد يبدو في البداية أن كلا التطبيقين متشابهين في الأداء، ولكن في حقيقة الأمر إن النظامين الأساسيين لهما اختلافات كثيرة يمكن أن تساعد في عملية التسويق والترويج ومنها. الفيديو تطبيق “تيك توك” يقدم إمكانيات تحرير فيديو متنوعة، بما في ذلك عرض لمجموعة واسعة من الموسيقى والملصقات والمؤثرات الصوتية والمرشحات وإمكانيات الشاشة الخضراء وتأثيرات أخرى، أما بالنسبة لتطبيق “إنستجرام”، فهو يحتوي على بعض الميزات القوية أيضا، إلا أنه لا يمكن إضافة التأثيرات إلا قبل إنشاء مقاطع الفيديو.

الأكثر شمولية

قد يكون تطبيق “تيك توك” هو تطبيق مستقل يركز فقط على إنشاء الفيديو ومشاركته، ولكن يبقى تطبيق “إنستجرام” الأكثر شمولية لأنه يتضمن إنشاء الفيديو ومشاركته مع ميزات إضافية مثل، فيديو الريلز وIGTV” ” والقصص والتي تُعد جزءا لا يتجزأ من التطبيق، بالإضافة إلى أنه تطبيق مشاركة صور ضخم وهذا ما يساعد على الزيادة في التنوع بالاستخدام. إنستجرام” تستمد قوتها كمنصة رائدة بفضل توفر خدمات التسوق داخل التطبيق، وعمليات التمرير السريع عبر الريلز و”IGTV” والقصص، والإعلان المتميز عن نظام الدفع لكل نقرة، وأيضا فلاتر الواقع المعزز ذات العلامات التجارية، من جهة أخرى لا تزال “تيك توك” تعمل على استكشاف إمكانياتها في مجال التجارة الإلكترونية داخل التطبيق. تطبيق “تيك توك” يقدم ميزات مفيدة للمؤثرين مثل الثنائيات والتحديات، بالإضافة إلى تقديم طرق لإنشاء الصوت الأصلي وحفظه وإعادة استخدامه، جميع هذه الأدوات تساعد المؤثرين في انشاء محتواهم بشكل بسيط، وهذا ما يركز عليه التطبيق في محاولاته للتغلب على منافسيه،  إذا كنت تتطلع إلى استخدام مؤثر لربط جهودك الإعلانية، فإن “إنستجرام” هو الخيار الأفضل، لكن “تيك توك” يقدم أيضا العديد من الخيارات الجيدة، وبالطبع لا نستطيع تجاهل ارتباط منصة “إنستجرام” بمنصة “الفيسبوك” مما يساعد ربطهما على المزيد من التسويق والترويج للمنتجات.   أيهما أفضل؟ أن تطبيقي “إنستجرام” و”تيك توك” يمثلان منصتين رائدتين في عالم التواصل الاجتماعي، وقد حقق كل منهما شعبية كبيرة على مستوى العالم.  “إنستجرام” يشتهر بتوفيره منصة للتواصل الاجتماعي والتسويق الإلكتروني للعلامات التجارية والأفراد على حد سواء، حيث يمكن للمستخدمين نشر المحتوى الذي يتماشى مع اهتماماتهم ومتابعة العلامات التجارية التي يرونها مناسبة لهم. من ناحية أخرى، فإن “تيك توك” يمثل منصة للفيديوهات القصيرة الترفيهية، وقد حقق شعبية كبيرة خاصة بين الشباب، يمكن للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها مع المتابعين.  في النهاية من المحتمل أن يتغير مستقبل الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي، وسيؤثر ذلك على طريقة تفاعلنا معه، قد يتم تحويل المزيد من المحتوى إلى مقاطع فيديو قصيرة في السنوات القليلة القادمة بسبب انخفاض فترات الانتباه، إذ يقوم الناس بالتمرير بسرعة، وبالتالي يتعين على المعلنين جذب الانتباه في غضون الثواني الأولى. لكن تبقى هناك أمور أهم من سرعة التسويق وقوة الترويج بالنسبة للمستخدمين، وهو ما يحتاجه المستخدمون لمشاركة حياتهم واهتماماتهم مع مجتمعاتهم ومحيطهم بشكل آمن، ففي هذه الجزئية لا نستطيع أن ننكر حالات القلق التي أثارها تطبيق “تيك توك” حول المحتوى الذي لا يناسب جميع الفئات العمرية والمخاطر التي قد يتعرض لها مستخدميه، ناهيك عن التحديات التي أودت بحياة الكثير حول العالم، وانتهاكات خصوصية مستخدميه، كل هذه النقاط وغيرها، تدفعنا لتفضيل منصة “إنستجرام” على منصة “تيك توك”. اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من إكسڤار الكلمات المفتاحية إنستجرام تيك توك مقالات ذات صلة السوشيال ميديا في 2023.. منذ إطلاقه في عام 2016، قلب تطبيق « تيك توك » مفهوم الشهرة والربح رأساً على عقب، وشكل مساحة أفسحت المجال لكثيرين للتعبير بحرية، وأيضاً لتحقيق الشهرة والأرباح بغض النظر عن طبيعة المحتوى وقيمته الفعلية، لطالما تطلب تحقيق الشهرة جهوداً كبرى وسنوات من الكد والعمل، إلا أن المعايير اختلفت مع التطبيق الصيني، تحصد فيديوهات البعض ملايين المشاهدات أحياناً، وإن كان المحتوى الذي ينشرونه يلقى كثيراً من الانتقادات، ويعد دون المستوى المطلوب وفيه جانب من السخافة.  فتح « تيك توك » باب الشهرة واسعاً لهؤلاء الأشخاص، فإذا بفيديوهاتهم تحقق انتشاراً غير مسبوق ويجنون أرباحاً، ونرى حالياً كثيرين صنع منهم هذا التطبيق نجوماً وأصبحت مقاطع الفيديو التي ينشرونها مصدر الدخل الأساسي لهم. فكيف لمحتوى « دون المستوى » أو « مهين » أو « سخيف »، كما تصفه الأكثرية، أن يحقق هذا القدر من الانتشار؟ وكيف ينجح أصحابه باكتساب هذه الشهرة الواسعة على رغم الانتقادات التي تتوجه إليهم؟

وبمعزل عن المشكلة القائمة حالياً بين الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية و »تيك توك »، التي لها طابع أمني أساسه استغلال البيانات لمصلحة الدولة الصينية، منذ انطلاقته، استقطب التطبيق بشكل أساس الشباب والمراهقين، ولاقى رواجاً بينهم، قد يبدو محتوى معين ينشر فيه دون المستوى ويتعرض للانتقادات، لكن عندما يزيد تداول هذا النوع من المحتوى ذي المستوى المتدني على المنصة، يصبح مقبولاً أكثر ويلقى رواجاً أكبر، ولو بدا غير مناسب في مرحلة أولى، بهذه الطريقة، يصبح محتوى معين أو فيديو « ترند »، على رغم كل سخرية الأكثرية منها. على سبيل المثال تواجه فيديوهات كتلك التي تنشرها بتول عبدالله على « تيك توك » أو تلك التي لـ »دكتور فود » أو لـ »ناريغ وإنغريد » أو لـ »كلاريتا نخله »، كماً هائلاً من الانتقادات ويصنف كثيرون المحتوى بـ »السخيف » أو « غير اللائق »، لكنه يحصد في الواقع ملايين المشاهدات ويحقق انتشاراً هائلاً، بحسب الخبير في التحول الرقمي زياد عون، يبدو واضحاً أن المتطلبات قد اختلفت، ويتماشى معها من ينشر هذا النوع من المحتوى، خصوصاً أنها مساحة حرة تفسح المجال من دون عوائق وحدود، وأكثر بعد، يدعم تطبيق « تيك توك » أصلاً محتوى معيناً يمكن أن يحقق رواجاً، ما يزيد من انتشاره على نطاق أوسع. « إذا كان المتابعون يصفون محتوى معيناً بالسخيف أو أنهم لا يتقبلونه، من المفترض وقف المتابعة بدلاً من الإسهام بنشره، ولو على سبيل السخرية. حتى لا يحقق الفيديو انتشاراً واسعاً، ولو لم يكن للمحتوى أي قيمة حقيقية ».بهذه الطريقة يحقق أصحاب فيديوهات بمستوى متدن، شهرة واسعة ويجنون أرباحاً، وفي نظام الـ coins يمكن أن يشتري المستخدم منها ويرسلها إلى صانع المحتوى فيحصل على نسبة 80 في المئة من البدل النقدي، هي طريقة أساسية لجني الأرباح على « تيك توك »، لكن يمكن جني الأرباح بشكل خاص في التصوير المباشرLive . لكن للبدء بالتصوير المباشر، يجب أن يكون لصانع المحتوى 1000 متابع على الأقل فيُفتح له الباب لتحقيق الشهرة والأرباح.*بشكل عام، قد لا تكون هناك معايير واضحة لتحقيق الشهرة على « تيك توك »، فقد يحقق محتوى معين انتشاراً واسعاً دون أن يظهر سبب لذلك، كون مستخدميه من الأصغر سناً بشكل عام، ويمكن ألا يحصد هذا الكم من المشاهدات لو نشر على منصة أخرى، لذلك قد تحظى أغان هابطة بنسبة عالية من المشاهدات، وتتحول فيديوهات دون المستوى إلى « ترند« ، خصوصاً أن نسبة كبيرة من مستخدمي « تيك توك » من المراهقين، الذين يفتقدون أحياناً النضج، ولا يضعون معايير صارمة في تقويم مستوى المحتوى، علماً أن الهدف الأساسي من إنشاء التطبيق لم يكن كذلك في البداية، لكنه اتخذ هذا الاتجاه في مرحلة لاحقة، وقد تكون المشكلة في سهولة تحقيق الأرباح فيه، فهذا التطبيق يفسح المجال للشهرة السريعة والربح السريع في أي بلد كان، ويجني البعض ما لا يقل عن 10 آلاف دولار شهرياً بهذا الشكل.

تطبيق « تيك توك »، تميز بقدرة على تحفيز الشباب لنشر المحتوى بحسب الموهبة أحياناً، إلا أن الشهرة الواسعة التي يلقاها البعض فيه لها أسباب عدة. أصبح الكل يبحث حالياً عن السرعة في الانتشار والسرعة في المشاهدة. خصوصاً أن مستخدمي « تيك توك » في معظمهم من الشباب والمراهقين الذين يشكلون ما يعرف بالـ Generation Z أي الذين ولدوا بعد عام 2000، اهتماماتهم مختلفة تماماً، ويفكرون بطريقة مختلفة أيضاً عمن هم أكبر سناً، بشكل عام لا تهمهم المثالية في الأمور كما هي مهمة لمن هم أكبر سناً الذين يبحثون عن المستوى اللائق والجيد، حتى التنسيق والتنظيم لا يعنيان لفئة الشباب والمراهقين شيئاً، وينعكس ذلك بشكل واضح على وسائل التواصل الاجتماعي، بالنسبة إلى مستخدمي « تيك توك » الأصغر سناً، الأهم أن يكون لهم حضور فعال، « من جهة أخرى، يعمل « تيك توك » من حيث الخوارزميات بشكل مختلف تماماً عن (ميتا)، ففي التطبيق الصيني في حال مشاهدة محتوى معين مرة، يتكثف ظهور محتوى مماثل ويصعب عندها الخروج منه بأي شكل من الأشكال، وكأنه يحاصر المستخدم، هذا لا ينطبق على (ميتا)، إلا من خلال فيديوهات « الريلز » (reels) التي أتت لتنافس (تيك توك) بالمبدأ نفسه ». يعمل تطبيق « تيك توك » على أساس مبدأ معين يسهم في صنع نجوم، ويمكن حتى أن يسلبهم هذه الشهرة لاحقاً، بغض النظر عن المحتوى الذي يقدمونه، وبعد تحقيق الشهرة قد يستمر نجوم « تيك توك » في تقديم محتوى من المستوى نفسه، أو يمكن أن يختاروا تقديم محتوى أرقى ذي هدف معين، فيستمرون في تحقيق الانتشار، علماً أن التطبيق يعطي هؤلاء الأشخاص الدفع ليحققوا مزيداً من الانتشار. أسهمت المفاهيم السائدة على « تيك توك » وأسلوب تحقيق الشهرة فيه في خفض مستوى المحتوى، « هناك انحدار واضح في المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص على « تيك توك » وهذا ما يزيد من التحديات أمام العلامات التجارية التي تبحث عن أشخاص مناسبين ليكونوا سفراء لها على وسائل التواصل الاجتماعي. فالعلامات تبحث عن صانعي محتوى من مستوى معين وتتبناهم وتتعاون معهم. قد يكون المعيار الأبرز للشهرة على « تيك توك »، بحسب دعبول، أن يكون صانع المحتوى، مستعداً للتصرف بطريقة بعيدة من المألوف، سواء أكانت تشبهه أو لا، ولو أثار سلوكه السخرية. هذا أكثر ما هو مطلوب لتحقيق الشهرة والأرباح، ولعل نجاح البعض بمحتوى لا قيمة له خير دليل على ذلك، معظم من حقق الشهرة في التطبيق الصيني بدأ بهذه الطريقة، ثم تحول أحياناً في وقت لاحق نحو محتوى ذي قيمة، فمستخدمو « تيك توك » من الفئة العمرية التي تسعى إلى كسر القواعد وقلب المقاييس وتحدي المعايير المتعارف عليها، هؤلاء يعبرون عن أنفسهم بطريقتهم الخاصة.

Laisser un commentaire

francais - anglais ..