×

ايران وتركيا تتنافسان على ادارة مناطق تخفيف التوتر في سوريا

ايران وتركيا تتنافسان على ادارة مناطق تخفيف التوتر في سوريا

Spread the love

 

صرحت مصادر دبلوماسية روسية مطلعة بأن تركيا وإيران تشتركان مع روسيا كدول ضامنة لاتفاق مناطق تخفيف التوتر في سوريا. بيد أن أنقرة وطهران لم تستطيعا الاتفاق بشأن الجهة المكلفة بحماية حدود هذه المناطق والأراضي، التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية. وتشير هذه المصادر إلى أن أنقرة ترغب بإرسال قواتها إلى هذه الحدود بسبب النشاط الإيراني في سوريا. وهذا التعارض في المواقف قد يؤدي إلى تأخير تحديد هذه المناطق الآمنة ويقول مصدر دبلوماسي روسي آخر، مطلع على سير مفاوضات واتفاق أستانا، للصحيفة إن طهران في البداية لم تبدِ رغبة في نشر قواتها على حدود هذه المناطق. ولكنها ما إن أبدى الأتراك رغبتهم في إرسال قواتهم، حتى غيرت موقفها تماما. لذلك، من المحتمل التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسألة في الجولة المقبلة من مفاوضات أستانا المقررة يومي 4-5 يوليو/تموز المقبل، – بحسب المصدر. ويذكر أن روسيا وتركيا وإيران اتفقت على إنشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر في سوريا مطلعَ شهر مايو/ايار الماضي في أستانا. وهذه المناطق تقع في محافظة إدلب وبعض أجزاء من محافظات (حلب واللاذقية وحماة المجاورة)، والمنطقة الواقعة إلى الشمال من حمص، وضواحي دمشق والغوطة الشرقية، وعدد من مناطق المحافظات الجنوبية درعا والقنيطرة. وبموجب هذا الاتفاق، يتم فصل هذه المناطق عن المناطق، الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة السورية، بشريط حدودي تنتشر فيه بوابات لدخول وخروج المدنيين. ويذكر أن موسكو في البداية كانت تعتقد أن قوات الدول الثلاث الضامنة لن تكلف بالسيطرة على هذه المناطق والشريط الحدودي لها، ولكن إذا تطلب الاختيار بين القوات التركية والقوات الإيرانية فستكون الأفضلية للقوات الإيرانية. تقول نائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) سفيتلانا جوروفا إن العمل مع من تربطنا به علاقات صداقة تقليدية مريح أكثر. لكن هذا لا يعني أبدا استبعاد تركيا من جميع العمليات. من جانبه، صرح المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان للصحيفة بأن سعي أنقرة لإرسال قواتها إلى الشريط الحدودي الفاصل هو بسبب النشاط الإيراني. وأن تركيا كانت تساند فكرة وجود قوات مستقلة من بلدان أخرى في هذه المناطق. ولكن المشكلة تكمن في تعزيز إيران وجودها في سوريا. إضافة إلى أنها ترسل إلى هناك مقاتلين من الحشد الشعبي العراقي. وبالطبع لن تقف تركيا متفرجة على هذا. أما كبير الباحثين في مركز شراكة الحضارات بمعهد موسكو للعلاقات الدولية يوري زينين، فيشير إلى أن على تركيا وإيران في هذه المسألة أخذ موقف دمشق بالاعتبار؛ لأن تركيا وإيران دولتان تتنافسان فيما بينهما. لذلك فإن تعزيز مواقع أيٍ منها في المستقبل سيواجه برد فعل من الأخرى. ومع ذلك يجب ألا ننسى وجود السلطة السورية، التي يجب الاتفاق معها بشأن جميع الخطط، بما فيها تلك التي تدخل في إطار مفاوضات أستانا. أي يجب أن تأخذ أنقرة هذا بالاعتبار، وكذلك الموقف السلبي للسوريين منها.

Laisser un commentaire

francais - anglais ..