×

استغلال النساء في الموساد لحماية الكيان الصهيوني

استغلال النساء في الموساد لحماية الكيان الصهيوني

Spread the love

كشفت عليزا ماغين، نائبة رئيس « الموساد » سابقا، وهي المرأة التي شغلت أعلى منصب في الجهاز في تاريخه، معلومات مثيرة عن العمليات السرية التي شاركت فيها، وعن الطريقة الأفضل لتجنيد العملاء

في البداية اقتصر دور النساء في « الموساد » على ما يطلقون عليه « مصائد العسل »، أي على الإغراء والإغواء والمراقبة. لكن مع الزمن تحوّلن إلى المشاركة في عمليات الاغتيال أيضاً، وهو ما اعترف به تامير باردو، رئيس « الموساد » الأسبق الذي وصف الجهاز بأنه « عصابة قتل مُنظّم »، وأن معظم عملياته تبقى سرية ومجهولة تماماً. عليزا ماغين هي من أشهر النساء اللواتي وصلن إلى مراتب عليا في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي. وقد وصلت إلى أعلى منصب بلغته امرأة في تاريخ الجهاز، فقد كانت نائبة رئيس « الموساد ». ومقرأ في سيرتها أنها ولدت في القدس لوالدين من أصل ألماني، وهو ما ساعدها في تجنيد عالم ألماني متخصص في تصنيع الصواريخ للعمل معها. ووقع الاختيار على ذلك « الطُعم » لأنه كان قد عمل مع طاقم علماء ألمان في مصر، أي على علاقة ببرنامج التسلح المصري زمن حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وفيما بعد انتقل هذا العالم إلى إسرائيل وقدم أسرار البرنامج برمته لمخابراتها. بعد نجاح عليزا ماغين في هذه المهمة، بدأت تشارك في عمليات أخرى، لكن هذه المرة خارج إسرائيل، وخصوصاً في ترتيب ملاحقة قادة منظمة « أيلول الأسود » المسؤولين، بحسب تل أبيب، عن مقتل الرياضيين الإسرائيليين في ميونيخ عام 1972

غضب الله

ومن المعروف أن الموساد قام بسلسلة اغتيالات انتقامية من عدد من القادة الفلسطينيين تحت اسم عملية « غضب الله « . كل ذلك بفضل المعلومات التي جمعتها ماغين. وهي قد تقاعدت اليوم وصارت تقضي معظم أوقاتها على شاطئ البحر في تل أبيب. كان من ضحايا عملية « غضب الله » الإسرائيلية القائد الفلسطيني الشهيد  علي حسن سلامة الذي قاد العمليات الخاصة ضد المخابرات الإسرائيلية في العالم. فسلامة الملقب بالأمير الأحمر اغتيل عام 1979 في بيروت على يد عميلة « الموساد » سيلفيا أريكا تشايمبرس، وهي رسامة بريطانية انتقلت للعيش في بيروت خصيصاً لتلك المهمة. فقد انتحلت شخصية متطوعة بريطانية في منظمة خيرية تنشط في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وعمومًا فإن أسلوب الانتحال والتنكر هو المفضل لدى معظم عميلات « الموساد ». وتحت ذلك الغطاء كانت سيلفيا تعود من رحلاتها إلى الخارج حاملة التبرعات للأطفال الفلسطينيين بحجة أنها جمعتها في بريطانيا. اثم ستأجرت بيتاً في شارع فردان، في مفرق يطل على بيت سلامة، وقامت برصد تحركاته ومواعيد زيارته لزوجته اللبنانية جورجينا رزق، ملكة جمال الكون لعام 1971، ومن هناك بدأ مخطط الاغتيال. في صبيحة يوم الاغتيال، نزلت سيلفيا إلى الشارع القريب من مكان إقامة علي حسن سلامة، كما تفعل كل يوم، وتظاهرت بالرسم وأطعمت القطط السائبة كالعادة وهي تعلم أن ثلاثة عملاء من « الموساد » كانوا قد وصلوا إلى بيروت خصيصاً لترتيب العملية. استأجر أحدهم سيارة من نوع « فولكس فاكن »، وقام الثاني بتفخيخها لتنفجر لاسلكياً. أما الثالث فقد تسلمها وركنها على الطريق الذي يسلكه القائد الفلسطيني كل يوم. ثم تسلمت سيلفيا جهاز اللاسلكي وانتظرت ساعة الصفر. وفي 22 من كانون الثاني/ يناير 1979 تحركت سيارة سلامة « الشيفروليه » ترافقها للحراسة سيارتان من نوع « رانج روفر ». عندها ضغطت العميلة الإسرائيلية على زر الجهاز اللاسلكي فانفجرت السيارة المفخخة وأطاحت بسيارة علي حسن سلامة الذي قُتل على الفور

عملية فردان

وما دمنا نتحدث عن لبنان، فإن إحدى أشهر عميلات « الموساد » فيه وأولهن هي شولميت كوهين كشك المولودة في الأرجنتين والملقبة باسمها المختصر شولا. كان والدها تاجراً قام بتزويجها لتاجر يهودي لبناني يدعى جوزيف كشك، سكنت معه في حارة اليهود في « وادي أبو جميل » في بيروت. وسرعان ما أصبح منزل شولا مرتعاً للرجال الذين تصطادهم مستخدمة شابات يهوديات جميلات. وكانت مهمتها الأساسية تهجير اليهود من لبنان إلى إسرائيل، وخلق جو إيجابي للصلح معها. وبفضل نجاحها في مهمتها أطلق « الموساد » على شولا عدة ألقاب، منها « لؤلؤة الموساد » وسفيرة إسرائيل في بيروت. فهي قد تمكنت، خلال عملها، من الوصول إلى مراكز القرار ونسجت علاقات مع شخصيات سياسية وأمنية بينها وزراء ونواب إلى أن تم كشف أمرها عام 1961. وصدر حكم بالسجن على شولا لمدة 20 عامًا، أمضت منها 6 سنوات قبل أن يجري تسليمها إلى إسرائيل بعد حرب عام 1967 في إطار عملية تبادل اعتبرت الأولى من نوعها بين البلدين.  ويلقي التقرير المذكور أعلاه الضوء على دور عميلة ثانية لـ « الموساد » في لبنان. فقد ساهمت ياعيل في « عملية فردان » التي راح ضحيتها ثلاثة من القادة الفلسطينيين هم الشهداء أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان. وكانت ياعيل هي من أعطى إشارة البدء للاغتيال الذي نفذته وحدة « سيرت متكال »، المتخصصة في هذا النوع من المهمات

تسيبي ليفني

 ولا ننسى وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني. فقد كانت من أشهر عملاء إسرائيل ودارت حولها أخبار كثيرة تتعلق بمهارتها في الإغواء الجنسي. وكانت ليفني قد أنهت خدمتها العسكرية كملازم أول في الجيش وعملت في ثمانينات القرن الماضي لصالح « الموساد » في أوروبا. ولتحقيق أهدافها، اشتغلت كخادمة في بيوت الأثرياء العرب. كما عملت على ملاحقة قادة منظمة التحرير في معظم دول أوروبا.  أما مهمة الإغراء الأكثر شهرة في « الموساد » فهي تلك التي وقعت في عام 1986، عندما تمكنت شيريل بنطوف، المعروفة أيضا باسم سيندي، من خداع الخبير الفني النووي موردخاي فعنونو وأقنعته أن يسافر معها إلى روما، حيث تم اختطافه ونقله في عملية شهيرة إلى إسرائيل. ويكفي النظر إلى صور قاتلي محمود المبحوح في دبي في عام 2012، تلك العملية التي نُسبت إلى « الموساد »، لمعرفة الدور الكبير الذي تؤديه النساء في عمليات الاغتيال الجريئة. فمن الأدوار البارزة لهن ما قامت به مارسيل نينو في عملية « لافون » عام 1954. ومارسيل يهودية من مواليد القاهرة، حكم عليها في مصر بالسجن لمدة 15 عاماً. ثم تم إطلاق سراحها عام 1968ومنحتها إسرائيل رتبة مقدم.  ولعل أول ما لفت النظر إلى دور النساء في « الموساد » هو دور اثنتين منهن في عملية اختطاف الضابط النازي أدولف أيخمان من الارجنتين، في عام 1960، ونقله إلى إسرائيل على متن طائرة « ال عال ». وهي العملية التي قام بها ثمانية من العملاء بينهم امرأتان بقيادة رافائيل ايتان، الذي أصبح تالياً رئيساً للأركان. فقد جرى تخدير أيخمان ونقله، أولاً، إلى السنغال ومن ثم إلى إسرائيل. وكان الموساد قد اختار عميلة تدعى نسياهو، تجيد اللغات الهولندية والألمانية والإنكليزية. وهي قد سافرت إلى الأرجنتين لتعمل مديرة لمنزل ايخمان. ولم يفطن الضابط النازي الهارب إلى أميركا الجنوبية لحقيقتها فقد أتقنت عملية الخداع بشكل تام. وقد حوكم أيخمان في جلسات شهيرة وحكم عليه بالإعدام، استثناء، وأحرقوا جثمانه وذروا رماده في البحر.  تشير التقديرات الى أن النساء يمثلن حوالي 20 في المائة من القوى العاملة في المهام التمهيدية والتكتيكية ‏داخل « الموساد ». وومأ يجدر ذكره أن ميزانية هذا الجهاز التابع مباشرة لرئيس الوزراء، تساوي مجموع ميزانيات الأردن وفلسطين

Laisser un commentaire

francais - anglais ..