احتدام التنافس بين المرشحين لرئاسة فرنسا
حث المرشح الرئاسي الفرنسي إيمانويل ماكرون الناخبين الاثنين 18 نيسان ـ أبريل 2017، على طي صفحة السنوات العشرين الماضية والإتيان بجيل جديد إلى السلطة بينما صعد هجومه على منافسيْه اليساري المتطرف الآخذ في الصعود جان لوك ميلينشون والمحافظ فرانسوا فيون قبل ستة أيام من الاقتراع. وقال ماكرون، وهو مرشح وسطي يبلغ من العمر 39 عاما ويؤيد البقاء في الاتحاد الأوروبي وسيصبح إذا انتخب أصغر زعيم فرنسي منذ نابليون، إن الزعماء الذين قادوا البلاد في الآونة الأخيرة خانوا الجيل الذي أعقب الحرب والذي أعاد بناء البلاد تاركين فرنسا دون إصلاح وفي حالة من الجمود. وأضاف لحشد يضم ما لا يقل عن 18 ألف شخص في ساحة بيرسي بباريس « ما جرى طرحه للفرنسيين في العشرين عاما الماضية لم يكن تحريرا أو إعادة بناء ولكن قبولا بطيئا بالبطالة وعجز الدولة والانهيار
الاجتماعي. » ويترقب المستثمرون نتيجة أكثر انتخابات فرنسية احتداما في عقود. وتشير الاستطلاعات إلى تنامي أعداد الناخبين الذين يتخلون عن الأحزاب الرئيسية لخيبة أملهم في مؤسسة الحكم الحالية وإحباطهم من سنوات من المصاعب الاقتصادية. ومع متابعته للاستطلاعات التي تظهر تراجع وضعه كأوفر المرشحين حظا في الفوز بالانتخابات جراء صعود متأخر في شعبية ميلينشون رد ماكرون بالهجوم على المرشح المدعوم من الحزب الشيوعي والذي يريد فرنسا أن تنضم إلى تحالف لزعماء يساريين في أمريكا اللاتينية أسسه الزعيم الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز. وقال « البعض يود أن تصبح فرنسا كوبا بدون الشمس أو فنزويلا بدون النفط. » وأظهر استطلاع اليوم أن ماكرون سيتصدر نتائج انتخابات الرئاسة الفرنسية في الجولة الأولى متقدما على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان مع تقدم الاثنين على فيون وميلينشون. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة إيلاب لصالح مجلة لو إكسبريس أن ماكرون سيفوز بنسبة 24 بالمئة من الأصوات يوم الأحد صعودا من 23.5 بالمئة في آخر استطلاع أجري قبل أسبوع. وحثت لوبان أنصارها على الاحتشاد خلفها قائلة إن الانتخابات اختيار بين « العولمة المتوحشة » التي يمثلها منافسوها والوطنية التي قالت إنها ترمز لها. وقالت « الاختيار يوم الأحد بسيط: إنه اختيار بين فرنسا تصعد من حديد وفرنسا تغرق. » وانتقدت منافسيها الذين قالت إنهم يريدون « العولمة المتوحشة » وقالت إنها تمثل معسكر الوطنية. وتابعت قائلة « سوف أحميكم. الإجراء الأول الذي سأتخذه كرئيسة هو إعادة فرض (السيطرة على) حدود فرنسا » مما دفع حشدا من نحو خمسة آلاف من أنصارها إلى ترديد الهتاف التقليدي للجبهة الوطنية « هذا وطننا! ». وتحسنت نسبة تأييد لوبان قليلا لترتفع إلى 23 بالمئة من 22.5 بالمئة مما يضعها مع ماكرون على طريق المواجهة في جولة الإعادة في السابع من مايو أيار على أن يفوز في تلك المواجهة ماكرون بنسبة 62 بالمئة مقابل 38 بالمئة. وكشف الاستطلاع تراجع فيون وميلينشون قليلا بعد أن اقتربا من ماكرون ولوبان في الاستطلاعات الأخيرة. وتوقع الاستطلاع أن تنخفض نسبة الأصوات التي سيحصل عليها فيون في الجولة الأولى إلى 19.5 بالمئة من 20 بالمئة في الأسبوع الماضي وكان هذا أفضل أداء له في استطلاع منذ مزاعم ظهرت في فبراير شباط بأنه دفع من الأموال العامة لأفراد عائلته مقابل أعمال وهمية. وحقق ميلينشون مكاسب قوية خلال الشهر الماضي بعد أداء جيد في مناظرات تلفزيونية لكنه تراجع قليلا إلى 18 بالمئة من 18.5 بالمئة.
Laisser un commentaire