تكلمنا كثيرا … لنصمت ويتكلم السلاح

حسن محفوظ –  رأي اليوم  – شاركت في تجمع جماهيري دعما للقضية الفلسطينية في باريس وقد لفت انتباهي العدد الكبير من الجيل الشاب المشارك من اصول عربية رافعين اعلام بلادهم مع العلم الفلسطيني والحماس الكبير الذي يعبرون عنه بالهتافات او رفع الشعارات المناهضة لاجرام الصهاينة في غزة … افرحني كثيرا هذا المشهد الوحدوي ولكن عندما رجعت الى البيت تحول هذا الشعور الى مزيج من الحسرة والالم عندما بدأت اتنقل من محطة تلفزيونية الى اخرى وارى صور المجازر المرتكبة من قبل الصهاينة الغير أبهين لا بمظاهرات ولا برأي عام وفي الوقت نفسه ارى موقف اغلب الحكام العرب ورضوخهم حتى ان البعض منهم وصف عمليات المقاومة بالارهاب وراودني سؤال عن جدوى هذه المظاهرات… وهل حقا تؤثر على الرأي العام الغربي ? وهل صورة إسرائيل تهتز عبر فضح ممارسات الاحتلال العنصرية والإستيطانية?  ربما هذا  الكلام ينطبق على البعض من الشعوب الغريبة أما الحكومات فهي مدركة للمشروع الصهيوني وداعمة له وبشدة ولن تتغير نظرتها ناحية الكيان الصهيوني إلا إذا أضحى مشروعاً فاشلاً يجلب الويلات لهم  ان الغرب كشعوب لا يكترثون  كثيرا بأي دولة اخرى غير التي يعيشون فيها  ، ولا يستمعون الى الاخبار العالمية ،حيث انهم مهتمون فقط بتأمين حياة افضل لأنفسهم ،ولا يعلمون ما يجري حولهم بالعالم الا قليل، واما ما يصلهم من اخبار عبر الإعلام التقليدي  الذي ما يزال يحافظ على نفس الاتجاه المؤيد لإسرائيل والمعادي للفلسطينين، فهي دائما مغلوطة ومشوهة  .  وسائل التأثير في الرأي العام عالمياً بيد الصهاينة فهم يملكون السينما و الكثير من البنوك والعقارات…  وطبعا التذكير عند الحاجة بالمحرقة التي تعرض لها اليهود ويتحكمون في الصحافة والقنوات وكل ما نعجب به من حرية الرأي يتراجع عند أول كلمة ليست بصف إسرائيل علما أن مواقع التواصل الاجتماعي فتحت آفاق ونوافذ كبيرة لإيصال الرواية الفلسطينية إلى العالم الغربي وخاصة في اميركا وبدا ذلك واضحا في المظاهرات المؤيدة لفلسطين ولكن يجب ان لا ننسى ان إسرائيل هي طفل أمريكا المدلل وطوال الفترة من تاريخ نشأتها حتى الآن لم تستطع الامم المتحدة ولا مرة اتخاذ أي إجراء بصدد انتهاكات إسرائيل للمواثيق وحقوق الإنسان لأن أمريكا تستخدم الفيتو دائماً حتى لو الأغلبية كانت ضد إسرائيل وأنت إذا انتقدت اسرائيل, أنت تلعب بالنار. وهناك احتمال كبير أن لا تصل أو تودع منصبك  . ان المظاهرات والتعبير عن الرأي والخطابات الحماسية امر جيد ولكن يجب ان تكون ضد حكامنا حتى يصحى ضميرهم قبل الضمير العالمي او علينا ان نصمت ونحمل السلاح كما صمت ابطال المقاومة في فلسطين ولبنان ورفعوا البندقية فان لصمتهم ولصمت سيد المقاومة ابلغ الكلام